حفص وغيره « وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ » بالرفع عطفا على « وَجَنَّاتٌ صِنْوانٌ ».
نخلات أصلها واحد « وَغَيْرُ صِنْوانٍ » أي ومتفرقات مختلفة الأصول وقرأ حفص بالضم وهو لغة تميم كقنوان في جمع قنو « فِي الْأُكُلِ » في الثمر شكلا وقدرا ورائحة وطعما وذلك أيضا مما يدل على وجود الصانع الحكيم فإن اختلافها مع اتحاد الأصول والأسباب لا يكون إلا بتخصيص قادر مختار « لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ » يستعملون عقولهم بالتفكر.
« فِيها فاكِهَةٌ » أي ضروب مما يتفكه به « ذاتُ الْأَكْمامِ » أوعية التمر « وَالْحَبُ » كالحنطة والشعير وسائر ما يتغذى به « ذُو الْعَصْفِ » ذو الورق اليابس كالتبن « وَالرَّيْحانُ » يعني المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان الله.
« وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ » قيل خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فضلة له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع فإنه يلين الطبع ويحلل البلغم ويطهر الكليتين ويزيل رمل المثانة ويفتح سدة الكبد والطحال ويسمن البدن والزيتون فاكهة وإدام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع وقد مر تأويلهما برسول الله وأمير المؤمنين أو بالحسنين صلوات الله عليهم.
١ ـ الخصال ، عن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما أهبط الله عزوجل آدم عليهالسلام من الجنة أهبط معه عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى بخارجها وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها وغرارة فيها بزر كل شيء (١).
بيان : في القاموس الغرارة بالكسر الجوالق وقال البزر كل حب يبذر للنبات.
__________________
(١) الخصال : ٦٠١.