والحرارة فقيل لجهتين أحدهما من جهة التبريد في الأمزجة الحارة والأخرى من جهة تغليظ الدم وتسكين حدته فيقل جريانه وسيلانه في العروق ولهذا السبب يقطع دم الحيض كما في الخبر الثاني.
وأقول يظهر من الكليني رحمهالله أنه حمل السويق المطلق الوارد في الأخبار على سويق الحنطة حيث قال باب الأسوقة وفضل سويق الحنطة ثم ذكر الأخبار المطلقة في هذا الباب وقال الشهيد رحمهالله في الدروس في السويق ونفعه أخبار جمة وفسره الكليني بسويق الحنطة وقال مؤلف بحر الجواهر السويق متخذ من سبعة أشياء الحنطة والشعير والنبق والتفاح والقرع وحب الرمان والغبيراء وجملته يعقل الطبع ويقطع القيء والغثيان الصفراويين وينشف بلة المعدة وإن اتخذ من سويق الشعير والماء وقليل من اللبن وخلط به الخشخاش المقلو المسحوق ينفع السجج [ السحج ] ويسكن اللدغ ويجلب النوم انتهى.
وقال ابن بيطار نقلا عن الرازي كل سويق مناسب للشيء الذي يتخذ منه فسويق الشعير أبرد من سويق الحنطة بمقدار ما الشعير أبرد منها وأكثر توليدا للرياح والذي يكثر استعماله من الأسوقة هذان السويقان أعني سويق الحنطة وسويق الشعير وهما جميعا ينفخان ويبطئان النزول عن المعدة ويذهب ذلك عنهما إن غليا بالماء غليا جيدا ثم صفي في خرقة صفيقة ليسيل عنها الماء ويعصرا حتى يصيرا كبة ويشربا بالسكر والماء البارد فيقل نفخهما ويقل انحدارهما وينفعان المحرورين الملتهبين إذا باكروا شربه في الصيف ويمنع كون الحميات والأمراض الحارة وهذا من أجل منافعه ولا ينبغي لمن شربه أن يأكل ذلك اليوم شيئا من فاكهة رطبة ولا خيارا ولا بقولا ولا يكثر منها.
وأما المبرودون ومن يعتريهم نفخ في البطن وأوجاع في الظهر والمفاصل العتيقة والمشايخ وأصحاب الأمزجة الباردة جدا فلا ينبغي لهم أن يتعرضوا للسويق بتة فإن اضطروا إليه فليصلحوه بأن يشربوه بعد غسله بالماء الحار مرات بالفانيد والعسل بعد اللت بالزيت ودهن الحبة الخضراء ودهن الجوز.