الرجل ليشرب الشربة فيدخله الله بها الجنة قلت وكيف ذاك قال إن الرجل ليشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الإناء وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب فيوجب الله عز وجل له بذلك الجنة (١).
المحاسن ، عن ابن محبوب مثله إلا أنه قال بعد قوله أخيرا فيشرب ثم ينحيه ويحمد الله فيوجب الله له بذلك الجنة ويقول بسم الله في أول كل مرة. قال وروى محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
١٦ ـ العلل ، عن علي بن حاتم عن محمد بن جعفر المخزومي عن محمد بن عيسى بن زياد عن الحسن بن فضال عن ثعلبة عن بكار بن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام في الرجل ينفخ في القدح قال لا بأس وإنما يكره ذلك إذا كان معه غيره كراهة أن يعافه.
وعن الرجل ينفخ في الطعام قال أليس إنما يريد أن يبرده قال نعم قال لا بأس.
قال الصدوق رحمهالله الذي أفتي به وأعتمده هو أنه لا يجوز النفخ في الطعام والشراب سواء كان الرجل وحده أو مع غيره ولا أعرف هذه العلة إلا في هذا الخبر (٢).
بيان قال الجوهري عاف الرجل الطعام أو الشراب يعافه عيافا أي كرهه فلم يشربه ثم إن ظاهر الصدوق رحمهالله حرمة النفخ فلذا رد الخبر ويمكن حمله على الجواز وسائر الأخبار على الكراهة أو سائر الأخبار على ما إذا لم يكن معه غيره في الشراب وإذا لم تكن ضرورة في الطعام وهذا على الضرورة كضيق الوقت للصلاة أو لحاجة.
١٧ ـ كامل الزيارة ، عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي يا داود لعن الله قاتل الحسين فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف
__________________
(١) معاني الأخبار ٣٨٥ ومثله في المحاسن ٥٧٨.
(٢) علل الشرائع ٢ : ٢٠٥ وقد مر سابقا.