والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة (١).
وقال عليهالسلام في حديث آخر : انّ الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك انّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه (٢).
وقال عليهالسلام في حديث آخر : من اُعطي أربعاً لم يحرم أربعاً ، من اُعطي الدعاء لم يحرم الاجابة ، ومن اُعطي الاستغفار لم يحرم التوبة ، ومن اُعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، ومن اُعطي الصبر لم يحرم الأجر (٣).
( النجم الثاني )
في آداب الدعاء
اعلم انّ الدعاء هو التكلم مع قاضي الحاجات ، وعرض الحوائج عليه فلابدّ أن يفهم الانسان معنى الدعاء ، وأن يدعو مع حضور القلب ، وليراع على الاقلّ الآداب التي يراعيها في طلب الحوائج من مخلوق مثله في العجز وعدم القدرة ، فليراعيها في طلب الحوائج من الله العظيم الخالق والرازق والمالك لجميع الأمور ، وظاهرٌ انّ الذي يريد حاجة من مخلوق يراعي أموراً فيها البتة.
الأول منها : أن يعلم ما يقول ، فلو تكلّم مع شخص عظيم من دون أن يعلم ما يقول وبقلب لاه ، فإن لم يعاقبوه لا يعتنو بكلامه ، فلابدّ أن يكون حاضر القلب عند المناجات مع الله تعالى ، ويعلم ما يقول وبما يجرى على لسانه ، ويطلب بجد
__________________
١ ـ أمالي الطوسي : ٢٠٤ ح ٥١ مجلس ٧ ـ عنه البحار ٩٣ : ٢٨٩ ح ٦ باب ١٦.
٢ ـ أمالي الصدوق : ١٥٣ ح ٦ مجلس ٣٤ ـ عنه البحار ٩٣ : ٢٨٩ ح ٧ باب ١٦.
٣ ـ الخصال : ٢٠٢ ح ١٦ باب ٤ ـ عنه الوسائل ٤ : ١٠٨٧ ح ١٦ باب ٢.