الله جلّ جلاله : انّ هاهنا آخر يدعو عليك يزعم انّك ظلمته ، فإن شئت أجبتك وأجبت عليك ، وان شئت أخّرتكما فتوسعكما عفوي (١).
الحادي عشر : من جملة آداب الدعاء تمجيد الله تعالى ومدحه بالعظمة والجود والكرم عند المسألة ، وكذلك ذكر نعم الله على نفسه وعلى غيره وشكره عليها ، كما لو ذهب شخص إلى عظيم لحاجة فانّه لا يبتدىء بها أوّلاً بل انّ الأدب أن يبتدىء قبل المسألة بمدحه بما يليق به.
والله تعالى علّم هذه الآداب في سورة الحمد ، فقد وصف نفسه بالرحمانيّة والرحيميّة وسائر صفات اللطف والرحمة ، ثم جعل العبادة قبل عرض الحاجة [ اياك نعبد ] لأنّه يحسن لذوي الحوائج جعل هديّة على قدر وسعهم [ وهي العبادة ] ، ثم علّمهم سلب الاستعانه والهداية [ عن أنفسهم ].
انّ حمد الله على نعمه التي وهبها ايّاه توجب مزيد النعم ـ كما وعد الله تعالى بذلك ـ حيث يقول : أنت ربّ دائم الاحسان فلا يبعد أن تحسن الآن أيضاً.
وكذلك من حسن الطلب ذكر نعم الله على الغير ، بانّك أحسنت إلى جميع المخلوقين فيجدر أن تحسن إليّ أيضاً ، كما لو ذهب شخص إلى عظيم وقد نظم بحقّه شعراً أو مدحه نثراً حيث يذكر في طيّها كرمه وجوده حتى يكرمه أيضاً ، فلذا ورد أنّ أفضل الدعاء « الحمد لله ».
وبما انّ الذنوب توجب الحرمان من الخيرات والسعادت فلابدّ من الاستغفار بعد الدعاء كي ترفع الموانع ، ويحصل له قرب من الله أيضاً بالحمد والثناء حتى تقضى حاجته سريعاً.
__________________
١ ـ أمالي الصدوق : ٢٦١ ح ٣ مجلس ٥٢ ـ عنه البحار ٩٣ : ٣٢٤ ح ٣ باب ١٨ ـ الوسائل ٤ : ١١٧٦ ح ٢ باب ٦٨.