عصاني ، وفوّض إليه.
وانّا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك ، والمؤمن لا يوصف ، وانّ المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله ينظر اليهما والذنوب تتحاتّ عن وجوههما كما يتحاتّ الورق عن الشجر (١).
وروي [ عن إسحاق بن عمار ] ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنّه قال : انّ المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فاذا التزما لا يريدان بذلك الاّ وجه الله ، ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما : مغفوراً لكما فاستأنفا ، فاذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحّوا عنهما فإنّ لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما.
[ قال إسحاق : ] فقلت : جعلت فداك لا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عزّ وجلّ : ( مَا يَلفِظُ مِن قَولٍ اِلاَّ لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢).
قال : فتنفّس أبو عبدالله عليهالسلام الصعداء ، ثم بكى حتى اخضلّت دموعه لحيته وقال : يا إسحاق انّ الله تبارك وتعالى انّما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا اجلالاً لهما ، وانّه وان كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما ، فانّه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السرّ وأخفى (٣).
وروى عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : انّ الله عزّوجلّ أعطى المؤمن ثلاث خصال : العزّة في الدنيا ، والفلح في الآخرة ، والمهابة في صدور الظالمين (٤).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : المؤمن يتقلب في خمسة من النور : مدخله نور ،
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ١٨٢ ح ١٦ باب المصافحة.
٢ ـ ق : ١٨.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٨٤ ح ٢ باب المعانقة.
٤ ـ الخصال : ١٥٢ ح ١٨٧ باب ٣.