[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من السكوت ، والسكوت خير من املاء الشر (١).
يا أباذر لا تصاحب الاّ مؤمناً ، ولا يأكل طعامك الاّ تقي ، ولا تأكل طعام الفاسقين.
يا أباذر أطعم طعامك من تحبه في الله ، وكل طعام من يحبّك في الله عزّوجلّ.
اعلم انّه قد ثبت بالتجربة انّ للمصاحبة دخل عظيم في الأخلاق والأعمال ، فلابدّ أن يهتمّ الانسان في مصاحبة الأخيار لعلّ أفعالهم الحميدة والمرضية تؤثر فيه ويتّصف بأخلاقهم الحسنة ، وأن يحترز من مصاحبة الأشرار حذراً من تأثير قبائحهم فيه ، وانّ صحبة الأشرار الذين هم شياطين الانس أضرّ للانسان من شياطين الجن ، لأنّ الانسان يتقبّل من مجانسه أكثر من غيره ، بل انّ أكثر الاغواء يكون من شياطين الانس.
روي عن موسى بن جعفر عليهالسلام انّه قال : انّ صاحب الشرّ يعدي ، وقرين السوء يردي ، فانظر من تقارن (٢).
وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : قال أبي عليّ بن الحسين عليه
____________
١ ـ الاملاء لغةً أن يتكلّم شخص ويكتبه آخر ، فذكر صلىاللهعليهوآلهوسلم الشرّ هنا اشعاراً بأنّ كلّ ما يقوله من لغو وباطل فهو يمليه على كاتبيه ، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام لرجل يتكلّم بفضول الكلام : « يا هذا انّك تملي على حافظيك ». منه رحمهالله.
٢ ـ الوسائل ٨ : ٤١٢ ح ٢ باب ١١.