في الدنيا روح وجسم ، فجسمها هو الأفعال المخصوصة ، وروحها ولاية علي بن أبي طالب وأولاده الكرام عليهمالسلام.
وانّما عمل الروح تقويم الجسد وتكون منشأ لحركات بدن المؤمن ، فالصلاة من دونه ولاية لا توجب كمالاً ولا قرباً ، ولا تنجى من العذاب كالجسم الميّت.
فالولاية روح الصلاة ، وبما انّ الصلاة الكاملة تصدر منهم وان صدرت من غيرهم فانّما هو ببركتهم ، فبقاء الصلاة اذاً بهم ولذلك فهم روح الصلاة ، وبما انّ وصف الصلاة قد كمل فيهم وأصبح خلقهم فكأنّما اتحدوا بالصلاة ، فكما انّ لفظ الانسان يطلق على الجسم أو الروح أو الجسم والروح معاً فكذلك الصلاة تطلق على هذه الأفعال وعلى تلك الذوات المقدسة ، وعليها حال كونها متصفة بهذه الصفات ، فالمراد بظاهر الصلاة في القرآن هذه الأفعال ، ويراد من باطنها الولاية ، ولا منافات بينهما.
ولقد أنكر جمع من الملاحدة الاسماعيلية العبادة لكونهم لم يفهموا هذه الأحاديث ، فكفروا لذلك ، ويقولون : انّ الصلاة كناية عن شخص ، والصوم كناية عن شخص آخر ولا عمل ، ووقع جمع من الحشوية في التفريط فانكروا هذه الأحاديث وردّوها.
وكذلك الإيمان ، بما أنّه كمل بأمير المؤمنين عليهالسلام فهو عليهالسلام متصف به بشكل كامل وبقاء الايمان بوجوده ، وانّ ولايته الركن الاعظم للايمان ، والايمان سرى في جيمع أعضائه وجوارحه ، ويُرى أنوار الايمان من أفعاله دائماً ، ولا يبعد اطلاق الايمان على الامام عليّ صلوات الله عليه في بطن القرآن ، وكذلك أعداءهم