بعضها الآخر ترك العمل بمعانيه ، ومن الواضح قبح المعنى الثاني ، وكذلك الأول إن كان ناتجاً من عدم اعتناء ، وان كان النسيان بسبب ضعف الحافظة ومن دون اختيار لا يكون قصوراً في حقّه ، وما ورد من الأخبار بنفي القصور عنه تحمل على هذا المعنى.
روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : ... ألا ومن تعلّم القرآن ثم نسيه متعمّداً لقى الله يوم القيامة مغلولاً ، يسلّط الله عليه بكل آية نسيها حيّة تكون قرينته الى النار الاّ أن يغفر له (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه (٢).
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال : انّ الله عزّوجلّ ليهمّ بعذاب أهل الأرض جميعاً حتى لا يريد أن يحاشي منهم أحداً اذا عملوا بالمعاصي ، واجترحوا السيئات ، فاذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات ، والولدان يتعلّمون القرآن رحمهم وأخّر ذلك عنهم (٣).
( الساقية السابعة )
في ثواب قراءة القرآن
روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين
__________________
١ ـ البحار ٩٢ : ١٨٧ ح ٥ باب ٢٠ ـ عن أمالي الصدوق.
٢ ـ البحار ٩٢ : ١٨٧ ح ٢ باب ٢٠ ـ عن أمالي الطوسي.
٣ ـ البحار ٩٢ : ١٨٥ ح ١ باب ٢٠ ـ عن علل الشرائع.