( الجدول السابع )
في بيان وجوه مسوّغة للدخول في بيوت الحكّام والأُمراء
اعلم انّه قد تجب المعاشرة مع الملوك والحكام ، ويجب الدخول في بيوتهم لأسباب :
أولاً : للتقية كما ذكر سابقاً ، فمن خاف بسبب هجرهم ضرراً على نفسه أو ماله أو عرضه فلابد من الذهاب إليهم دفعاً لما يكره ويخاف ، وقد كان الأئمة المعصومون عليهمالسلام يترددون على خلفاء بني العباس عليهم اللعنة ، والمنسوبين إليهم تقية ، وكانوا عليهمالسلام يداروهم ويتعاملون معهم باللين والمجاملة.
ثانياً : أن يذهب لدفع ضرر عن مظلوم أو جلب نفع لمؤمن ، وقد يجب هذا الأمر أيضاً كما مرّت الأحاديث في غوث المظلوم وقضاء حوائج المؤمنين ، بل انّ من قدر على دفع ظلم عن مؤمن ولم يفعل رعاية لعزّة نفسه واعتبارها كان شريكاً في ذلك الظلم وسوف يعاقب وسيذلّه الله تعالى ، كما ورد من انّ لكل شيء زكاة وزكاة الاعتبار والجاه صرفه في قضاء حوائج المؤمنين ، وكما انّ المال يزداد بالزكاة فإنّ الجاه سيزداد كذلك بالزكاة ، وكما انّ المال يتلف بعدم الزكاة فكذلك في الجاه والاعتبار.
روي بسند معتبر عن موسى الكاظم عليهالسلام انّه قال : أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فانّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع ابلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة (١).
__________________
١ ـ أمالي الطوسي : ٢٠٣ ح ٥٠ مجلس ٧ ـ عنه البحار ٧٥ : ٣٨٤ ح ٣ باب ٨٤.