فدخلت فاطمة ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : جئت تشكين علياً؟ قالت : اي وربّ الكعبة ، فقال لها : ارجعي إليه فقولي له : رغم أنفي لرضاك ، فرجعت إلى علي عليهالسلام فقالت له : يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك ـ تقولها ثلاثاً ـ فقال لها عليّ : شكوتني إلى خليلي وحبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واسوأتاه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أشهد الله يا فاطمة انّ الجارية حرّة لوجه الله وأنّ الأربعمائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء أهل المدينة.
ثم تلبس وانتعل وأراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهبط جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد انّ الله يقرئك السلام ويقول لك : قل لعليّ : قد أعطيتك الجنّة بعتقك الجارية في رضى فاطمة ، والنار بالأربعمائة درهم التي تصدّقت بها ، فأدخل الجنّة من شئت برحمتي وأخرج من النار من شئت بعفوي ، فعندها قال عليّ عليهالسلام : أنا قسيم الله بين الجنّة والنار (١).
وروي أيضاً عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة وعليها كساء من أجلّة الابل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.
فقالت : يا رسول الله الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه ، فأنزل الله
____________
١ ـ البحار ٤٣ : ١٤٧ ح ٣ باب ٦ ـ عن علل الشرائع ص ١٦٣ ح ٢ باب ١٣٠ ـ أقول : لا يخفى استبعاد المتتبع لأحوال أهل البيت لصحة هذه الرواية فإنّ فيها انّ أباذر كان مسافراً إلى الحبشة ولم يثبت هذا بل ورد في حديث انّه بعد ما أسلم ذهب إلى بلده ثم عاد بعدما ظهر أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأيضاً يستبعد صدور أعمال من الزهراء عليهاالسلام ( وهي سيدة نساء العالمين ) لا يليق بشأنها ومرتبتها ، زهراء التي لم تخالف عليّاً ولم تعمل خلاف رضاه طرفة عين كيف يمكن أن تأتي أبيها وتشتكي عنه عليهالسلام وهي أجلّ شأناً من هذا ، والله العالم.