ففعل الحسين عليهالسلام ذلك ، فلم يجر بعد ذلك بينهما شيء (١).
وروي عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام انّه قال : خرجنا مع الحسين فما نزل منزلاً ولا ارتحل عنه الاّ وذكر يحيى بن زكريّا ، وقال يوماً : من هوان الدنيا على الله انّ رأس يحيى اُهدي إلى بغيّ من بغايا بني اسرائيل (٢).
ومن وفور حلمه ( وهو معدن الجود والكرم ) عدم دعائه على قاتليه وقاتلي أبنائه وإخوانه وأصحابه ، والحال انّ الله تعالى سخّر له السماوات والأرضين والجنّ والانس والوحوش والطيور وجميع المخلوقات.
ولقد أصابه طبقاً لرواية : ثلاثمائة وستين جرحاً ، وفي رواية : ألف وتسعمائة جرحاً وفي رواية أخرى مائة وثمانين طعنة بالسيف والرمح ، وأربعة آلاف جرح بالسهام ، ومع هذا لم يدع عليهم ، وكان يترحم عليهم ، ويسعى في هدايتهم ، وقد قتل عليهالسلام بقوّته الربانية جمعاً منهم كما في بعض الروايات بأنّه عليهالسلام قتل ألفاً وتسعمائة وخمسين نفراً غير من جرح.
روي بسند معتبر آخر انّه وجد على ظهر الحسين بن عليّ عليهالسلام يوم الطف أثر ، فسألوا زين العابدين عن ذلك ، فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين (٣).
وروي انّ الحسين عليهالسلام كان يقعد في المكان المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه ونحره (٤).
__________________
١ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ٦٦ ـ عنه البحار ٤٤ : ١٩١ ضمن حديث ٣ باب ٢٦.
٢ ـ مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ٨٥.
٣ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ٦٦ ـ عنه البحار ٤٤ : ١٩٠ ح ٣ باب ٢٦.
٤ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ٧٥ في معالي أموره.