وروي بسند معتبر انّه جعلت جارية لعليّ بن الحسين عليهماالسلام تسكب الماء عليه وهو يتوضّأ للصلاة ، فسقط الابريق من يد الجارية على وجهه فشجه ، فرفع عليّ بن الحسين رأسه إليها ، فقالت الجارية : ان الله عزّوجل يقول : ( وَالكَاظِمينَ الغَيظَ ) (١) فقال لها : قد كظمت غيظي ، قالت : ( وَالعَافِين عِنِ النَّاسِ ) قال لها : قد عفى الله عنك ، قالت : ( وَالله يُحِبُّ المُحسِنِينَ ) قال : اذهبي فأنت حرّة (٢).
وروي انّه كسرت جارية له قصعة فيها طعام فاصفرّ وجهها ، فقال لها : اذهبي فأنت حرّة لوجه الله (٣).
وروي انّه شتم بعضهم زين العابدين عليهالسلام فقصده غلمانه ، فقال : دعوه فإنّ ما خفي منّا أكثر مما قالوا ، ثم قال له : ألك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل ، فأعطاه ثوبه وأمر له بألف درهم ، فانصرف الرجل صارخاً : أشهد أنّك ابن رسول الله (٤). وروي انّه سبّه عليهالسلام رجل ، فسكت عنه ، فقال : اياك أعني ، فقال عليهالسلام : وعنك أغضي.
وشتمه آخر فقال : يا فتى انّ بين أيدينا عقبة كؤداً ، فإن جزت منها لا أبالي بما تقول ، وان أتحيّر فيها فأنا شرٌ مما تقول (٥).
وروي بسند آخر انّ مولى لعليّ بن الحسين عليهماالسلام يتولى عمارة ضيعة له ، فجاء ليطلعها فأصاب فيها فساداً وتضييعاً كثيراً غاظه من ذلك ما رآه وغمّه ، فقرع
__________________
١ ـ آل عمران : ١٣٤.
٢ ـ البحار ٤٦ : ٦٧ ح ٣٦ باب ٥ ـ عن أمالي الصدوق.
٣ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ١٥٨ ـ عنه البحار ٤٦ : ٩٦ ضمن حديث ٨٤ باب ٥.
٤ ـ مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧ عنه البحار ٤٦ : ٩٥ ضمن حديث ٨٤ باب ٥.
٥ ـ مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧ ـ عنه البحار ٤٦ : ٩٦ ضمن حديث ٨٤ باب ٥.