[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر استغن بغنى الله يغنك الله ، فقلت : وما هو يا رسول الله؟ قال : غداء يوم ، وعشاء ليلة ، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس.
اعلم انّ الغنى وعدم الاحتياج لا يحصل بدون القناعة ، والغنى هو غنى النفس ، وربما كان الانسان غنيّاً بغنى نفسه مع فقره المادي وذلك بالتوكل على الله فلم يحرص على المال ولم ينظر ما في أيدي الناس.
وقد يكون الانسان صاحب ثروة لكنّه تجده ذليلاً بين الناس لجشعه في جمع المال ، فيكون أحوج الناس طبقاً لهوى نفسه وميلها ، واغلب الناس على هذه الشاكلة وقد مرّ سابقاً أن الدنيا كماء البحر المالح كلّما ازداد الانسان منه شرباً ازداد عطشاً ، فكذلك طالب الدنيا كلّما جمع أكثر ازداد حرصه.
روي بسند معتبر عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال : من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ، ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شيء يكفيه(١).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام (٢) انّه قال : من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله عنه باليسير من العمل (٣).
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ١٤٠ ح ١١ باب القناعة ـ عنه البحار ٧٣ : ١٧٨ ح ٢٣ باب ١٢٩.
٢ ـ رويت الراوية في المتن الفارسي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم نجدها.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٣٨ ح ٣ باب القناعة ـ عنه البحار ٧٣ : ١٧٥ ح ١٥ باب ١٢٩.