قلوب العباد.
قال : كان عليهالسلام متكئاً فاستوى جالساً ، فنفض يده ثلاث مرّات يقول : لا ، ليس كما يقولون ، ولكنّ الله عزّوجلّ إذا أحبّ عبداً أغرى به الناس في الأرض ليقولوا فيه ، فيؤثمهم ويؤجره ، وإذا أبغض الله عبداً حبّبه إلى الناس ليقولوا فيه فيؤثمهم ويؤثمه.
ثم قال عليهالسلام : من كان أحبّ إلى الله من يحيى بن زكريا عليهالسلام؟ أغراهم به حتى قتلوه ، ومن كان أحبّ إلى الله عزّوجلّ من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام؟ فلقى من الناس ما قد علمتم ، ومن كان أحبّ إلى الله تعالى من الحسين بن عليّ صلوات الله عليه؟ فأغراهم به حتى قتلوه (١).
واعلم انّ في كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إشعار بأفضلية القرآن على الدعاء حيث قال : « واتخذوا كتاب الله شعاراً ، ودعاءه دثاراً » والشعار اللباس الملاصق للجسم ، والدثار يطلق على ما يلبس فوق ثياب أُخرى ، وانّ ما يلاصق الجسم أكثر اختصاصاً بالانسان من غيره.
والأحاديث هنا مختلفة ، ففي بعضها ترجيح قراءة القرآن وأفضليتها ، وفي بعضها أفضلية الدعاء ، وجمع البعض بينها بأنّه ان عرف معنى القرآن فهو أفضل والاّ فالدعاء أفضل ، وقال البعض على عكسه.
والذي يوافق الصواب هو انّ الأمر يختلف بالنسبة إلى أحوال العباد ، والانسان لابد أن يكون طبيب نفسه فيلزمها ما يناسبها في كلّ وقت وحين ، ففي مقام الخوف مثلاً فإن كان قليلاً في نفس المؤمن فليقرأ الأدعية المشتملة على
__________________
١ ـ معاني الأخبار : ٣٨١ ح ١١ باب نوادر المعاني ـ عنه البحار ٧١ : ٣٧١ ح ٢ باب ٩١.