وروي في حديث صحيح آخر عنه عليهالسلام انّه قال : لا تصحبوا أهل البدع ، ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : المرء على دين خليله وقرينه (١).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، ومرّ بعضها في باب البدعة ، ولا ضرر على الايمان وأهل الايمان مثل ضرر أرباب البدع ، لأنّ الناس تحترز عن الكفار لظهور كفرهم ، لكنّهم ينخدعون بأهل البدع المتلبسين بالتصنع والرياء وهيئة أهل الخير ، فيجب على العلماء وغيرهم اظهار بطلانهم ، والسعي في خراب بنيانهم ، كي لا يضلّ الجهلاء بمتابعتهم.
سادساً : تبيين خطأ اجتهاد المجتهدين ، فيجوز أن يخطىء مجتهد رأى مجتهد آخر يعتقد بطلانه مع اقامة الأدلة على بطلانه ، كما انّ دأب علماء السلف رضوان الله عليهم بيان أخطاء العلماء المعاصرين لهم والماضين ، وهذا لا يعني نقص أيّ واحد منهم وكلّ منهم يثاب ويؤجر على مساعيه الحميدة لاحياء الدين.
ولابد أن يكتفى في تبيين الخطأ في مسألة على قدر الضرورة ولا يبالغ ولا يشنّع ، وليكن الغرض الوحيد بيان الحق ورضى الله تعالى لا الحسد وسائر الأغراض الباطلة ، وللشيطان هنا طرق وحيل كثيرة.
سابعاً : جرح رواة الأخبار والأحاديث كما ذمّ علماؤنا في كتب رجالهم بعض الرواة لحفظ السنّة والشريعة والتمييز بين الصحيح وغيره ، والمعتبر وغيره ، فهذا جائز لتعلّق الغرض الديني به.
ثامناً : لو كان شخص مشهوراً بصفة ظاهرة ، فيذكر بتلك الصفة لمعرفته
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٣٧٥ ح ٣ باب مجالسة أهل المعاصي ـ الوسائل ١١ : ٥٠٢ ح ١ باب ٣٨.