منه والذي قبله تابعيه انّ الغناء والمزمار و ... عبادة.
أو تلجأ إلى محي الدين وقد سمعت خزعبلاته في أوّل الكتاب وآخره ، والقائل انّ جمعاً من أولياء الله يرون الرافضة على صور الخنازير ، والقائل انّي لمّا عرجت رأيت رتبة عليّ أقلّ من رتبة أبي بكر وعثمان ، ورأيت أبا بكر في العرش فلمّا رجعت قلت لعليّ : كيف كنت تدّعي في الدنيا أنّك أفضل منهم ورأيتك الآن في أدنى المراتب (١).
__________________
١ ـ لا يخفى على القارىء الكريم انّ جمعاً من العلماء الكبار والعرفاء العظام يعتقدون يتشيّع ابن عربي وغيره من العرفاء ، ويقولون : انّ ما يوجد في كتبه من هذا القبيل إنما صدر تقية وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي كان يعيشها الشيعة آنذاك ، والمتتبع لتاريخ حياته يذعن بهذا ، مضافاً إلى وجود مطالب في طيّ كتبه تشعر بتشيّعه واعتقاده بالمذهب الحق.
انّ صدر المتألّهين الذي هو من كبار العرفاء والذي قام الامام الراحل قدسسره في رسالته إلى غورباتشف عندما يذكر اسمه : « رضوان الله تعالى عليه وحشره الله مع النبيين والصالحين » فصدر المتألهين هذا كان يخضع ويتواضع كثيراً لابن العربي مع البعد الزمني الذي كان بينهما وكان يعتقد بتشيعه ، وكذلك الشيخ البهائي رحمهالله حيث عبّر عنه في كتابه « الأربعين » في ذيل حديث رقم ( ٣٦ ) ب ـ : العارف الكامل ، وعبّر عنه الامام الراحل قدسسره في تلك الرسالة : « بالرجل العظيم » وطلب من غورباتشف ارسال بعض علمائهم إلى قم للاطلاع على معتقداته.
ويحتمل قويّاً دسّ أُمور في كتبه وتحريفها ، والشاهد على ما نقول ما نقله الشعراني في مبحث « أشراط الساعة » في ظهور المهدي عليهالسلام عن فتوحات ابن عربي حيث أنّه نسب الامام عليهالسلام أباً عن جدٍّ حتى أوصله إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : انّه من عترة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن أبناء فاطمة عليهاالسلام ، لكن لم نجد هذه العبارة في الفتوحات المطبوع ، مع انّ الشعراني كتب هذا المطلب في عام ( ٩٥٨ هـ ).
وما ذكره العلاّمة المجلسي رحمهالله من انّ جمعاً يرون الروافض على صور الخنازير ، فنقول فيه : انّ لفظ الرافضة لا يُطلق على الشيعة الاثنى عشرية فحسب بل يشمل فرقاً أُخرى أيضاً ، كما انّ لفظ الشيعة لا يعادل الفرقة الاثنى عشرية المحقة فحسب ، كما يظهر هذا من قول الشعراني في اليواقيت في مبحث سؤال منكر ونكير وعذاب القبر ونعيمه ، فقال : « ... وجميع ما ورد فيه حقّ خلافاً لبعض المعتزلة والروافض » ثمّ قال : « والمراد بالروافض الجهمية ».
ويصرّح ابن عربي نفسه في الفتوحات بأنّ علياً عليهالسلام كان أقرب الناس برسول الله صلّى الله عليه وآله