مثلها من الحسنات تقف (١).
وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : من قال لا اله الاّ الله مائة مرّة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملاً الاّ من زاد (٢).
وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : ما من شيء الاّ وله حدّ ينتهي إليه الاّ الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه ، فرض الله عزّوجلّ الفرائض فمن أداهنّ فهو حدّهنّ ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه ، والحج فمن حجّ فهو حدّه الاّ الذكر ، فإنّ الله عزوجل لم يرض منه بالقليل ، ولم يجعل له حداً ينتهي إليه.
ثم تلا هذه الآية : ( يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أذكروا اللهَ ذِكراً كَثِيرا * وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً ) (٣).
فقال : لم يجعل الله عزّ وجلّ له حدّاً ينتهي إليه ، قال : وكان أبي عليهالسلام كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وانّه ليذكر الله ، وأكل معه الطعام وانه ليذكر الله ، ولقد كان يجدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول : لا اله الاّ الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا ، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر.
والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزّوجلّ فيه تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض ، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ، ولا يذكر الله فيه تقلّ بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين.
__________________
١ ـ البحار ٩٣ : ١٩٥ ح ١٤ باب ٥ ـ عن التوحيد للصدوق.
٢ ـ البحار ٩٣ : ٢٠٥ ح ١ باب ٦ ـ عن ثواب الأعمال.
٣ ـ الأحزاب : ٤٢ و٤١.