[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر اخفض صوتك عن الجنائز ، وعند القتال ، وعند القرآن.
يا أباذر إذا تبعت جنازة فليكن عملك فيها التفكر والخشوع ، واعلم انّك لا حق به.
اعلم انّه يمكن أن يكون المراد من خفض الصوت هو التكلم بصوت هادىء في هذه المواطن الثلاث لأنّها زمان الانتباه ، والصياح يدلّ على الغفلة ، أو يكون كناية عن ترك الكلام سوى ذكر الله والدعاء ، كما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال :
اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن ، عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند إلتقاء الصفين للشهادة ، وعند دعوة المظلوم ، فانّه ليس لها حجاب دون العرش (١).
ويحتمل أن يكون كناية عن السكوت المطلق ، لأنّ عند تشييع الجنازة والقتال يكون التفكر والاعتبار ، فلابدّ أن يفكر في قلبه ويذكر الله ، وأن يسكت عند قراءة القرآن وينصت له لأنّ ظاهر الآية الكريمة وبعض الأحاديث وجوب السكوت والانصات عند قراءة القرآن وحرمة التكلّم.
وذهب أكثر العلماء إلى انّ وجوبه يختصّ بمن اقتدى بإمام الجماعة الذي يقرأ بصوت عال ، فيجب السكوت والانصات ، وان لم يكن واجباً فسنّة مؤكّدة وله
__________________
١ ـ أمالي الصدوق : ٩٧ ح ٧ مجلس ٢٣ ـ عنه البحار ٩٣ : ٣٤٣ ح ١ باب ٢١.