أصاب مالاً من عمل بني اُميّة وهو يتصدّق منه ، ويصل منه قرابته ، ويحجّ ليغفر له ما اكتسب ، وهو يقول : انّ الحسنات يذهبن السيئات.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : انّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة ، ولكنّ الحسنة تحطّ الخطيئة ... (١).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام في تفسير قوله عزّوجلّ : ( وَقَدِمنَا إلى مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلنَاهُ هَباءً مَنثُوراً ) (٢).
فقال : إن كانت أعمالهم لأشدّ بياضاً من القباطي ، فيقول الله عزّوجلّ لها : كوني هباء ، وذلك أنّهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه (٣).
الخصلة الثانية : عفة الفرج عن المحرمات والمكروهات والشبهات ، وهذا أيضاً من التكاليف الالهية الشاقة ، وتحقيقه ما مضى من انّ اجتناب الزنا واجب ، والزنا من الذنوب الكبيرة ، وتستحب العفة عمّا دلّ الشرع على كراهته.
وانّ الشبهات على قسمين ، يكون أحدها باعتبار التشكيك في مسألة ، والاحتراز منها هنا مستحب أيضاً على المشهور ، لكنّ البعض اعتبر هذا الاحتياط واجباً الاّ أن يكون طرف الحرمة ضعيفاً ، وثانيها يرجع إلى نفس الشبهة ، كما لو اشترى جارية بأموال مشبوهة ، أو جعل مالاً مشبوهاً مهراً ، أو غصب مهر المرأة ، أو لم يعطها مع القدرة عليه.
والزنا ينقسم على الأعضاء والجوارح ، فزنا الفرج معلوم ، وزنا العين النظر الى الأجنبية والصبيان بشهوة ، وزنا الاذن سماع الغناء المهيج والمثير للشهوة ، وزنا
__________________
١ ـ الكافي ٥ : ١٢٦ ح ٩ ـ الوسائل ١٢ : ٥٩ ح ٢ باب ٤.
٢ ـ الفرقان : ٢٣.
٣ ـ الكافي ٥ : ١٢٦ ح ١٠ ـ الوسائل ١٢ : ٥٣ ح ٦ باب ١.