في بناء وصياغة الإنسان
النموذج ؛ لأنّ النبي أو الإمام هو شاهد منتخب من قبل عالم الغيب ، ويتحمل في عالم الشهادة مسؤولية تأسيس أُمّة صالحة من الداخل ، بعد أن يغرس في أعماقها كل المعاني والمُثُل والقيم الفاضلة ، ثم قيادتها وفق الأوامر الإلهية ، للوصول إلىٰ المجتمع التوحيدي المتكامل. ومن خلال استقراء منهج الأنبياء والرسل
في قيادة البشرية وهدايتها عبر سلسلتهم الطويلة الممتدة منذ بدء الخليقة المتمثلة بالإنسان الأول ، والذي كان نبياً أيضاً ، وحتىٰ الرسالة الخاتمة المتمثلة بأشرف الأنبياء والرسل صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهو خاتمهم ، نجد أنّ هذا المنهج يعتبر الإنسان محور حركته... الإنسان لا كعقل مجرد ، بل الإنسان صاحب
العقل والروح والأحاسيس والمشاعر.. الإنسان صاحب القلب والعواطف.. وعليه فمشروع الأنبياء عليهمالسلام وأوصيائهم ـ وخاتمتهم
الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام
ـ في صياغة الإنسان وتربيته وصنعه ، يتم من خلال التعامل مع تلك المقومات الإنسانية التي ذكرنا بشكل عاطفي وعملي ، وليس كالفلاسفة الذين يتعاملون ويتجاذبون مع العقول المجردة. بعد هذه المقدمة الموجزة نستعرض بعض
المرويات عن إمامنا جواد الأئمة عليهالسلام
والتي تكشف لنا كيفية توعيته لأصحابه وشيعته وعموم الاُمّة وارشادهم إلىٰ السلوك الإيماني القويم ومن ذلك ؛ الخبر الذي أورده ابن شعبة في تحف العقول حيث نقل أن أبا هاشم الجعفري قال للإمام أبي جعفر عليهالسلام
في يوم تزوج أُم الفضل ابنة المأمون : ( يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم.