مناهجهم في الحياة ، وفي البناء الحضاري ، وللاستنارة من فيض علومهم ومعارفهم الخلّاقة ، وإسهاماتهم في تبيين معالم الدين ، وتوضيح أصول الشريعة.. أضف إلىٰ ذلك مكافحتهم للجهل ، ومقارعة الظلم والظالمين ، ونشر العدل ، وإحقاق الحق.. بل ، واتخاذهم منارات يُسترشد بهديهم لجميع الأجيال البشرية علىٰ رغم تعاقبها مرّ الدهور.
ولا ريب بأن الأحقّ بهذا التدارس والتعظيم ، هو شخص النبوة الكريم ، أشرف موجود ، وسيّد الكائنات وأقدسها. وهل أحد أحق من بعده غير أهل بيته المطهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس ، واختارهم قادة رساليين يُقتدىٰ بهم ؟ حتىٰ صار دورهم ملموساً ومتميزاً في بناء الإنسان وصيانته وحفظ المجتمع وكيانه. ومن هنا أصبح تسليط الضوء علىٰ حياتهم المشرقة بالعطاء ـ بعد اختلاط الأوراق ـ وفاءً لرسالة الإسلام الخالدة باعتبارهم عليهمالسلام قادتها الأمناء الحقيقيين.
فالأئمة المعصومون الاثنا عشر من أهل البيت عليهمالسلام الذين نصّ عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدة أحاديث صحاح ، هم محور الحياة الذي تدور عليه كلّ مكرمة وفضيلة ، فقد جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح الظلام ، ومفاتيح الكلام ، ودعائم للإسلام.. ووصفهم أمير البيان عليهالسلام بقوله : « هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم. لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ».
فدراسة حياة الأئمة الميامين عليهمالسلام يجب أن تنطلق من
تلك الحقائق المهمة ، وينبغي التركيز علىٰ المنهج الأصيل والدور الحقيقي والواقعي لهم عليهمالسلام
باعتبارهم وحدة متكاملة لا فرق بين القائم منهم بالسيف أو المتصدي بالدعاء أو الناشر للعلم أو غيرها من مناهج العمل والتغيير للوصول إلىٰ الهدف المشترك للجميع. فهم عليهمالسلام
رغم تنوّع أدوارهم ، وفق