طبيعة المرحلة والظروف السياسية المحيطة بهم ، يحملون هدفاً مشتركاً واحداً لا يختلفون فيه ، ذلك هو حفظ الكتاب الكريم وسُنّة الرسول المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وطلب الاصلاح والهداية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ونحن علىٰ أعتاب مرور اثني عشر قرناً ( ١٢٠٠ عام ) علىٰ شهادة الإمام الجواد عليهالسلام ، فالأمل يحدونا أن تستطيع هذه الدراسة الموجزة من سيرة تاسع أئمة أهل البيت عليهمالسلام إلقاء بعض الضوء علىٰ الدور الفاعل والكبير لتحرك الإمام أبي جعفر الثاني الجواد عليهالسلام في الاُمّة ، من خلال جسّ مواقع حركته التغييرية والإصلاحية في الزمن القصير الذي عاشه.
ويمكن تلمّس تحرك الإمام عليهالسلام ، واستشفاف الحقائق الناصعة في أدوار حياته عبر الفصول الأربعة التي اشتملتها هذه الدراسة.
فمروراً بالتعريف بظروف مولد الإمام عليهالسلام ، إلىٰ التعريف بشخصه المبارك وبعض سماته ، ثم النصوص الدالّة علىٰ إمامته ، وأخيراً كان لنا بحث مقتضب حول مسألة العمر ومنصب الإمامة ، كل ذلك تضمّنه الفصل الأول.
أما الفصل الثاني : فقد عرض للمرحلة
التالية من حياة الإمام الجواد عليهالسلام
خاصة بعد شهادة أبيه ، وما رافق ذلك من إرهاصات انعكست مباشرة علىٰ حياة الإمام. فكان لابدّ من استبيان الظروف والأحداث السياسية خلال هذه الفترة الزمنية من عمر الإمام ، خاصة ما كان من مقولة خلق القرآن ، ثم علاقة الإمام عليهالسلام
بالجهاز الحاكم الذي كان يتربّص به الدوائر للقضاء عليه. كما استعرضنا أحداث عقد قرانه عليهالسلام
علىٰ ابنة المأمون العباسي ثم زواجه منها ، وما رافق ذينك الحدثين من حوادث كان لها انعكاسات مباشرة علىٰ حياته عليهالسلام.
وفي خاتمة الفصل كانت لنا إطلالة علىٰ بعض الثورات