الحافظ شيخ المحدثين
وإمامهم ، يعقوب بن إبراهيم الدورقي ( ت / ٢٥٢ ه ) محدّث العراق (١). وأضراب هؤلاء كثير مما يطول به المقام
من الذين كانوا ببغداد يومذاك ويشار إليهم بالمشيخة والتفرّد بالفضل والعلم. فالرواية التي ينقلها العياشي عن زرقان
وهو محمد بن شداد أبو يعلىٰ المسمعي ( ت / ٢٧٨ أو ٢٧٩ ه ) وقد عمّر طويلاً ، وهو أيضاً من الفقهاء والمتكلمين. قال العياشي : عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد وصديقه بشدّة ، قال : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددت اليوم أني قد متُّ منذ عشرين سنة ، قال : قلت له : ولِمَ ذاك ؟ قال : لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي ابن موسىٰ اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم ، قال : قلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : إنّ سارقاً أقرّ علىٰ نفسه بالسرقة ، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه
، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن علي عليهالسلام
، فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع ؟ قال : فقلت : من الكرسوع ، قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قلت : لأنّ اليد هي الأصابع والكف إلىٰ الكرسوع ؛ ________________ ١)
اعتمدنا في استخلاص هذه الجمهرة من علماء وقضاة بغداد المعاصرين للإمام الجواد عليهالسلام في تلك الفترة : البداية والنهاية ١٠ : ٢٩٩ حوادث سنة ( ٢١٨ ه ). وتاريخ أبي الفداء ١ : ٣٤٠.
وتاريخ الخلفاء / السيوطي : ٣٠٩ ـ ٣١٢ بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد. وتاريخ الطبري ٧
: ١٨٧ ـ ٢٠٦ حوادث سنة ( ٢١٨ ه ). وطبقات الفقهاء / أبو إسحاق الشيرازي الشافعي ( ت / ٤٧٦
ه ). والكامل في التاريخ ٦ : ٣ ـ ٦ مراجعة وتصحيح الدكتور محمد يوسف الدقاق. ومحاضرات
تاريخ الاُمم الإسلامية / الخضري ٢ : ٢١٢ ـ ٢١٥. والوفيات / ابن قنفذ ( ت / ٨٠٩ ه ) وغيرها.