( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (١).
( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) (٢).
( وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (٣).
( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (٤).
( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (٥).
فحصلت لدي قناعة بأنّ تلك المعادلة القرآنية مفادها : أنّ أتباع الدين الحقّ أقليّة ، وأنّ أتباع مسالك الانحراف عن الدين الحقّ أكثريّة ، فعرفت حينها أنّ المتمسكين بالدين الحقّ والمعبر عنه بالدين القيّم ، هم قلّة قليلة ، وطائفة من وسط الأمّة الإسلاميّة ، ذلك لأنّ المفهوم القرآني قد اعتمد على ترجيح القلّة من أتباع الحقّ على الكثرة ، ثمّ اتجهت إلى كتب السيرة والحديث ، فوجدت أنّ أتباع الأنبياء والرسل عليهمالسلام بما فيهم الرسول الخاتم صلىاللهعليهوآله ، قلّة مستضعفون ليس لهم ثقل في مجتمعاتهم ..
وبتعدد قراءتي بدأتْ تظهر لي معان ومفاهيم متنوعة ، وكان تركيزي على الأحاديث الإخباريّة المتعلقة بمستقبل الأمّة الإسلاميّة ، فعثرت على أهم رواية جعلتني بعد الاطلاع عليها وإنزالها على أرض الواقع الإسلامي قديما وحديثاً ، اقتنع أنّ الحق لا يمكنه أن يتخطى أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله إلى غيرهم ، والدليل قائم خفّاق الراية دالاً على أحقيّة ذلك الخطّ في أنْ يكون ممثلاً وحيداً للإسلام
_________________
(١) العنكبوت : ٦٣.
(٢) الأنعام : ١١٦.
(٣) الزخرف : ٧٨.
(٤) يوسف : ١٠٦.
(٥) يوسف : ١٠٣.