محتوى تلك المذاهب ، نعم يمكن أنْ نقول أنّ تلك المذاهب ، استندت في أخذ السنة النبوية إلى جميع الصحابة ، باعتبار أنّهم عدول بالنسبة إليها ، في مقابل الخط الذي رأى غير ذلك ، إعتماداً على النصوص الملزمة باتّباع أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وأخذ معالم دينهم عنهم ، قرآناً كان أم سنّة ، وعليه فتسمية خطٍّ ما بأنّه يمثّل السنّة النبويّة ، هو من باب التمويه والتضليل ، لأنّ الأمة قاطبة لم تختلف في وجوب الأخذ بسنّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وإنّما وقع الاختلاف في موردها ، لذلك فإنّ الانقسام الذي وقع في تركيبة الأمّة الإسلاميّة يمكن تسميته بالتشيّع إلى هذا الطرف الذي يرى أهلية الأئمة الأطهار في قيادة الأمّة الإسلاميّة أم ذلك الطرف الذي لا يرى ذلك ، ويعتبر أنّ أيّ متصدّر للحكم أهل لذلك ، وشيعة عليّ عليهالسلام بقوا على نهجهم الذي تمسّك به من تمسّك إلى اليوم ، وشيعة معاوية وحزب الطلقاء ، لم ترق تلك التسمية لأتباعهم فيما بعد ، فاستبدلوها بعنوان أكثر جاذبيّة ، وهو اتّباع السنّة النبويّة المطهّرة ، ولا أرى عاقلاً يقول بمفارقة أهل البيت عليهمالسلام للسنّة النبويّة المطهّرة ، وهم يُمثّلون صفوة الخلق بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولا راشداً يعتبر أنّ السنّة الصحيحة عند غيرهم.
فإمّا أنْ تكون أيّها المسلم من شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، أو تكون من شيعة غيرهم ممّن هبّ ودبّ ، ويعني أيضاً ، إمّا أنْ تتقيّد بالنصوص الصحيحة التي وردت عن الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ، أو أن تتّبع الوهم والهوى والنصوص المكذوبة.
وعلى ذكر النصوص المكذوبة ، فهي طافحة في كتب الخطّ السنّي منتشرة في عديد من أبواب كتبه ، وقد تفنّن حفّاظه وفقهاؤه في ذلك ، حتى أفردوا باباً مفترى سمّوه باب رضاعة الكبير ، ومن أراد أنْ يقف بنفسه على ذلك الإسفاف ، فليراجع أمّهات كتب هؤلاء ، كالصحاح ، وموطأ مالك ، وغيرها كثير.