تكبيرات (١) ، ولم يذكر المؤرّخون السبب الذي جعل عمر يُرجّح أمر التكبيرات الأربع على الخمس.
فما كان منّي عند ذلك أنْ قلت له : « إذاً أنت الذي كبّر تلك التكبيرة الزائدة ، وقد كنت أظنّك نطقتها سهواً ؟ »
فقال الرجل : « لم أكن ساهياً ، وإنّما كبّرت خمساً ، لأنّ الخمس تكبيرات على الميت أصح من الأربع. »
فانبرى أحد الحضور ، وقال مغضباً : هل أنت أعلم من عمر بن الخطاب حتّى ترى أنّ قولك أصحّ من قوله ؟
فقال الرجل : ليست المسألة بهذا المنطق ، لأنّني لم أرَ الدين برأيي ، ولم أقسه بعقلي ، حتّى تقول لي هذا الكلام ، لأنّ الدين لا يؤخذ إلّا من أبوابه التي أمر الله سبحانه وتعالى أنْ يدخل منها ، وهي أبواب أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، ليحملوا الدين ، كتاباً وسنّة وعبادات ومعاملات ، إلى الناس بعد النبي صلىاللهعليهوآله.
فقاطعه الرجل مدفوعاً بحماسة زائدة : « إذاً ، من أين جئت بالتكبيرة الخامسة التي لم يلتفت إليها عمر بن الخطاب ؟ »
فقال الرجل : « لقد أشار الأخ المتدخّل إلى أنّ التاريخ قد سجّل الخلاف بشأن التكبيرات على الميّت في عهد الخليفة عمر ، وأنا قد أخذت ذلك من أئمة أهل البيت عليهمالسلام الاثني عشر الذين أجمعوا كلّهم على أنّ عدد التكبيرات على الميّت هي خمسة ».
قال المتحمّس : « لماذا لا تكون أربع تكبيرات ؟ وما الفرق بينهما ؟ »
_________________
(١) انظر شرح معاني الآثار للطحاوي ١ : ٤٩٦ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٤ : ٣٧.