منهم ما يدعو إلى القول بأنّ نهجهم مفتعل ، أو هو وليد زمن ليس له علاقة بالنبي صلىاللهعليهوآله ، لذلك فإنّ إجتماع ١٢ إماماً في خطّ واحد ، واستناداً إلى نصوص ، تقول بإمامتهم اختياراً وتعييناً من الله تعالى ، عن طريق النبيّ الخاتم صلىاللهعليهوآله ، دليل على أنّ نهجهم الذي سلكوه ، هو امتداد لخطّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتجسيد لروحيته الخالصة.
وقد اشتمل منهج إسلام أهل البيت عليهمالسلام ، والمعروف بالإسلام الشيعي الاثني عشري بعد النبوّة على دورين ، دور الإمامة الهادية بإذن الله سبحانه وتعالى ، ودور العلماء العدول والمعبّر عنه الآن بالمراجع العظام رضوان الله تعالى عليهم ، ممّا أكسب هذا النهج حصانة ومنعة ، وحال دون أنْ تطاله أيدي العابثين والمحرّفين ، من زمر النفاق والشرك ، فلم يقع تحت طائلة هؤلاء جميعاً ، وكان بفضل الدورين اللذين مرّ ويمرّ بهما ، في مأمن من الانحرافات التي وقعت فيها بقيّة الخطوط.
الاجتهاد عند المسلمين الشيعة الامامية الاثني عشرية ، هو بذل الجهد في استنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها الأربعة وهي الكتاب والسنّة والإجماع والعقل. وللمجتهد شرائط لا بدّ أنْ تتوفّر فيه ، ليصبح مؤهلا لذلك ، وقد استفاض علماء أصول الفقه ، في مباحث تلك الشروط.
ووجوب أنْ يكون لكلّ جيل مجتهدوه ، نابع من الحاجة الماسّة إلى تواجد الفقهاء ، لحلّ مستجدات العصر ، ومستحدثات الزمن ، لتميّز الدين الخاتم بنمطين من الأحكام ، أحكام ثابتة لا تتغير ، وتتعلق بالشعائر العبادية ، من صلاة وصوم وحج وزكاة وخمس وزواج وولاية وغيرها ، وأحكام متحرّكة ، تقتضيها مسيرة البشرية عبر الزمن.
وممّا أكسب خطّ الإسلام الشيعي قوّة
ومنعة ، وساعده على الاستمرار منذ