المذهب الذي كان عليه ، وهو المذهب السنّي المالكي ، إلى إسلام أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال :
قبل أنْ ألتزم بالدين الإسلاميّ الحنيف ، كنت متحمّساً للثورة على الظلم والظالمين ، كارهاً لكلّ عناوين الاستعلاء التي تعتري الحكّام ، فتنحرف بهم عن الجادّة ، ويكونون عناصر ضيق وكبت واستنزاف باطل لقدرات شعوبهم ، وقد ساعدني في ذلك نشوئي في وسط عائلي مستقيم ، يعتمد على مبادىء رافضة لكافّة أشكال الظلم ، ومعاصرتي لجيل كان يلتمس روح مناهضة الظالمين من مبادىء غريبة عنه ، نظراً لحالة الغربة عن دينه الإسلاميّ التي كان يعيشها ، والتي فرضت عليه اتّباع المنهج الثوريّ خارج الإطار الإسلاميّ ، كأنما الإسلام لا يحتمل ذلك ، أو أنّه خال منه تماماً ، فكانت الماركسيّة هي الفكر الذي رأيت فيه الوسيلة الوحيدة التي تسمح بمناوءة الظلم ، والوقوف في وجه الظالمين ، أمام غياب البديل الإسلاميّ وخلوّ الساحة منه.
لم أكن أتصوّر في ذلك الوقت ، أنّ الإسلام يحتوي بدائل ونماذج ، يمكنها أنْ تكون خير مثال يؤخذ ، في إطار الصراع بين الحقّ والباطل ، وبين العدل والظلم ، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين الخير والشر ، وخطّ الرحمان وخطّ الشيطان.
بل لقد كنت معتقداً آنذاك من خلال ملاحظاتي الخاصّة ، أنّ الدين يمثّل الرجعيّة والتواطىء والتبعيّة للظلم ، بحسب ما هو واقع من تعاملات ، أولئك الذين تجلببوا برداء الدين ، وانخرطوا في مسار ولاء الطغاة ، تطبيقاً لسياسة صنعها فقهاء البلاط ، وأمرّوها إلى الأجيال الإسلاميّة ، فسارت على هديها ، وهي تعتقد أنّها أمر إلهي.
ولم يتغيّر موقفي من عمالة الدين وخدمته
للظالمين ، إلى محاربته لجميع أنواع الظلم ، إلّا بعد أنْ انتصرت الثورة الإسلاميّة في إيران ، والتقيت في تلك الفترة
بهذا