تستطع أنْ تقدّم شيئاً يذكر من مساواة وعدل وأمن ، لمعتنقي ذلك الفكر ، فضلاً عن البشريّة جمعاء ، إضافة إلى تعلّقها بكلّ ما هو مادّي ومحسوس ، وإنكارها ما وراء ذلك ، فهم لا يعترفون بوجود خالق هذا الكون ، ولا بحياة ما بعد الموت ، وهو في نظري فكر سطحيّ يائس ، لا يستند على مقالة صحيحة في هذا الخصوص ، وأنت تدرك أكثر منّي بأنّ المعلول لا بدّ له من علّة ، والسبب من مسبّب ... فقاطعته قائلا : أنا مؤمن بوجود خالق لهذا الكون ، لقد دخلت مع الماركسيين لسبب واحد ، وهو ثوريّة فكرهم ، ووجاهة برنامجهم الاقتصادي في إرساء نظام عادل في توزيع للثروات ، أنا لم ولن أتبنّى نظرياتهم الاجتماعيّة ولا رأيهم في الوجود ككل.
قال : إذاً ، عليك أنْ تراجع حساباتك بخصوص الإسلام والتاريخ الإسلامي ، لتتعرف على نقاط الخلل التي باعدت بينك وبين هذا الفكر العظيم ، الذي طرحه أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
قلت له : فهل عندك ما يمكنني من ذلك ؟
قال : نعم ، وسترافقني بعد مغادرتنا دار الاتّحاد إلى البيت ، لتسلّم على العائلة ، وأقدّم لك ما يمكن أنْ يفيدك فيما ذكرت لك.
بعد انتهاء الاحتفال ، توجّهنا جميعا
إلى بيت هذا الأخ الكريم ، ورحّب بي أفراد عائلته ، وسألوني عن عائلتي كيف حالهم والى أين صاروا ، وبعد أداء واجب السلام ، أخذني إلى مكتبته ، واختار لي بعض الكتب التاريخيّة التي تناولت الحركات الثوريّة في العصرين الأمويّ والعباسيّ ، مع كتاب الشهيد مرتضى مطهري « المجتمع والتاريخ » ، و « دوافع نحو الماديّة » ، و « كتاب
الاستحمار » للشهيد علي شريعتي ، فأخذتها منه ، والتزمت بقراءتها سريعاً ، وهو ما تمّ فعلاً ، وعلى أثر ذلك اقتنعت بأنّ الماركسيّة لا تمثّل المنهج الثوريّ الصحيح ، وهي في