ودعاية جانب من مثقفي وقياديي الخطّ ( السنّي ) بما حوته أجنحته المعتدلة منها كجماعة التبليغ والدعوة والنهضة ، أو المتطرّفة منها كالوهابية والسلفية ، التي تنكر مسألة وجود المهدي المنتظر عليهالسلام إنكاراً شديداً ، غير خافية على جميع من يتابع المسألة الإسلامية بجميع تفاصيلها.
قرأت إذاً الأحاديث النبوية التي نقلها السيد سابق ، والمتعلقة بالإمام المهدي عليهالسلام ، والتي أخرجها حفّاظ الخط ( السنّي ) ، وخاصّة منهم أصحاب من سمّوهم بالصحاح ، فصدمت لنكران المنكرين من علماء مذهبي ، وكانت المفاجأة ذات وقع شديد علي ، شكّكني في كلّ ما ألقي إليّ من خلال بوابة التقليد الأعمى ، فرأيت أن أعود بالبحث عن تلك الروايات وغيرها ممّا يمكن أن أعثر عليه على سبيل الصدفة ، في المصادر المشار إليها ، فازداد استغرابي واستهجاني للمساعي الباطلة التي ركبها المنكرون لشخص الإمام المهدي عليهالسلام ، بسبب كثرة طرق أحاديث البشارة التي أطلقها النبي صلىاللهعليهوآله عن منقذ البشرية عليهالسلام ، السيد سابق ناقل بعض تلك الروايات ، لم يكن من المنكرين لخروج الإمام المهدي في آخر الزمان ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، وإنّما كان على الرأي التقليدي للأشاعرة من كونه يولد في آخر الزمان ، مع ذكر بعض أوصافه وبعض العلامات الدالة على خروجه.
فآمنت بالفكرة ، وتشوّقت لذلك المنقذ
أيّما شوق ، كيف السبيل إليه ؟ متى يخرج ليخلصنا من ظلم الظالمين ؟ كيف السبيل إلى معرفة المزيد عنه ؟ حاولت أن أجد عالماً أتحدث إليه ، وأبثّه انشغالي وهمّي ، فلم أجد ، لأنّ جامعة الزيتونة
التي كانت تفيض على البلاد بالمتعلمين والعلماء في شتّى اختصاصات الدين لم تعد موجودة بالمردود الذي كانت عليه من قبل خلو البلاد من العلماء المتخصصين في المجال الإسلامي ، دفعني إلى الالتجاء لأشخاص أقلّ علماً ومعرفة ، وهم أئمة جمعة المساجد ، اقتربت من أحد أئمة المساجد لأسأله عن