قلبي قبل عيني على الحقيقة التي تقول ، بأنّ الإسلام المحمدي الأصيل والصافي ، لا يوجد إلّا عند الصفوة الطاهرة وشيعتهم ، الذين باركهم رسول الله صلىاللهعليهوآله في عدة أحاديث ، من بينها قوله صلىاللهعليهوآله مشيراً لعلي عليهالسلام « هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ». وقد نقل هذه الرواية عدد من مفسّري وحفّاظ المخالفين لخط أهل البيت عليهمالسلام (١). لكن قبل أن أقدم دليل استبصاري ، اسمحوا لي بالتطرق ولو بإيجاز إلى هذه الفاضلة العظيمة عليهاالسلام ، وجعلنا الله من شفعائها يوم القيامة.
من هي فاطمة الزهراء عليهاالسلام ؟
هي بضعة المصطفى أبي القاسم محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآله ، وريحانته ، ومهجته ، وقلبه ، وروحه التي بين جنبيه ، حسب الأحاديث التي ذكرها النبي صلىاللهعليهوآله بخصوصها.
ولدت على أشهر الروايات في السنة الخامسة بعد البعثة ، وقد استبشر أهل السماء بولادتها قبل أهل الأرض ، وتولّت ذلك في مقاطعة وغياب نساء قريش ، عدد من نساء أهل الجنّة ، أرسلهنّ الباري تعالى ليكونوا أنساً وخدماً للوالدة والمولودة عليهماالسلام.
أمّا أمّها فهي السيّدة خديجة بنت خويلد ، تلك الفاضلة التي واست النبي صلىاللهعليهوآله بنفسها ومالها ، حتّى قال فيها : « ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة » (٢).
وهي التي بشّرها رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنّها من سيّدات نساء أهل الجنّة (٣). بقيت تحت النبي صلىاللهعليهوآله إلى أنْ ماتت ولم يتزوج عليها ، بينما تزوج على غيرها تسعاً ، وبقيت أحبّ أزواجه إليه إلى أنْ مات صلىاللهعليهوآله ، ولم تنسه واحدة ممن تزوجهنّ بعدها ذكر خديجة وأيّام خديجة عليهاالسلام.
_________________
(١) انظر الرواية في المناقب للخوارزمى : ١١١ ، تاريخ ابن عساكر ٤٢ : ٣٣٣ ، أنساب الأشراف ، البلاذري ١ : ١٨٢ ، شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني ٢ : ٤٦٧ ، وغيرهم.
(٢) الأمالي ، الطوسي : ٤٦٨.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٨٥ ـ ١٨٦.