خصائصها عليهاالسلام
خصائص الصديقة الطاهرة أكثر من أن تعد ، فهي كما وصفها أبوها صلىاللهعليهوآله حوراء إنسيّة ، قلباً وقالباً ، روحاً وعقلاً ، فهماً وعلماً ، والشيء من مأتاه لا يستغرب كما يقولون.
ورغم كثرة تلك الخصائص ، فإنّني لن أطيل في هذا المقام ، لأنّ الجلسة لا تحتمل ذلك ، لذلك سوف أذكر بعض الخصائص الكبرى المتفق عليها عند كلّ الفرق الإسلاميّة :
الخاصيّة الأولى : كونها سيّدة نساء العالمين
فقد ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله ذلك في عدد من الأحاديث منها ما صرحت به عائشة قالت : « أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : مرحباً بابنتي ، ثمّ أجلسها عن يمينه ثمّ أسرّ إليها حديثاً فبكت ، ثمّ أسرّ إليها حديثاً فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم أقرب فرحاً من حزن : فسألتها عمّا قال ، فقالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلىاللهعليهوآله سرّه ، فلمّا قبض سألتها فأخبرتني أنّه قال : إنّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة وإنّه عارضني العام مرتين ، وما أراه إلّا قد حضر أجلي وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لك ، فبكيت ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين فضحكت » (١). وتشترك السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام في هذه الخاصية مع أمّها السيّدة خديجة ، لذلك فإنّنا نفتخر كمسلمين بأنّ لنا نصف سيدات نساء العالمين وأهل الجنّة اللاتي عدّتهنّ أربعة.
سيّدة النساء تفيد الكمال في هذا الإطار ، والسيادة لا تعني في لغتنا غير العلو والرفعة والتميّز والتفوّق ، وقد نالت فاطمة عليهاالسلام السبق في كلّ المكارم التي يمكن
_________________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة ٨ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦.