للكائن الإنساني أنْ يصلها ، وهي زيادة على كونها بضعة من الرسول الخاتم صلىاللهعليهوآله ، ذلك الكائن الذي تمكن من مجاراة نسق طاعة النبي صلىاللهعليهوآله وطاعة الوصي ، إمام الأمّة عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فخرجت من بين القمّتين المستعصيتين قمّة أخرى لا تنال بلحظ ولا تدرك بعمل.
وهذا دليل آخر يمكن وضعه في خانة نسبة العصمة إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
الخاصيّة الثانية : كونَها أمّ أبيها
وقد لقبها أفضل المخلوقات بهذا اللقب ; لأنّها كانت بالفعل ، البنت والأمّ في نفس الوقت ، وقد استطاعت بحنانها الفياض أنْ تملأ عليه الفراغ الهائل الذي تركته زوجته وحبيبته خديجة بنت خويلد عليهاالسلام ، ولم تستطع واحدة من نسائه التسع اللاتي تزوجهنّ بعدها ، منْ أن تنسيه خديجة عليهاالسلام. ممّا أثار حفيظة إحداهنّ ، وهي عائشة التي امتلأ قلبها حقداً وغيرةً عليها كلّما رأت النبي صلىاللهعليهوآله يهتم لصاحبات خديجة عليهاالسلام ، ويفرح بهنّ عندما يأتينه لحاجة أو زيارة ، إلى درجة وصفها بالعجوز الحمراء الشدقين.
الخاصيّة الثالثة : كونُها الصدّيقة
ولقبت بالصدّيقة ، لاشتراكها مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام في مقام الصدق ، حتّى نزل فيهم قرآن يحثنا على أنْ نكون معهم. قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (١).
وطالما أنّ الصدق صفة نسبية في الناس ، ولا يمكن إطلاقها إلّا على القلّة القليلة منهم ، فقد اتجه إلحاقها بمن كانت إرادتهم متطابقة دائما مع إرادة الباري تعالى ، وتفسير الآية متعلق بهم.
_________________
(١) التوبة : ١١٩.