والصدّيق صفة مبالغة من الصدق ، هؤلاء الذين كانوا دائما وراء النبي صلىاللهعليهوآله تصديقاً وعملاً بمقتضاه ، يتفق معهم هذا اللقب اتفاقاً كاملاً بمقايسته ببقيّة الخصائص ، ويختلف مع غير هؤلاء ; لعدم ثبوت العصمة فيهم ، بينما ثبتت العصمة في أهل البيت عليهمالسلام بالنصوص التي في حوزتنا ، وعمليّاً بما لم يسجّل عليهم التاريخ زلّةً واحدةً أو غميزة تزحزحهم عنها.
الخاصيّة الرابعة : كونُها محدّثة
لُقّبت فاطمة عليهاالسلام بالمحدّثة ، لأنّ الملائكة كانت تحدّثها ، وتأنسَ إليها في أكثر الأوقات ، بل وتعينها في بعض الشؤون ، وقد جاء جبريل عليهالسلام بعد وفاة والدها لتعزيتها ومواساتها.
الخاصيّة الخامسة : كونُها طاهرة
فقد شملتها آية التطهير التي تدلُّ بوضوح على إذهاب رجس الشيطان عنها ، وتطهيرها تطهيراً كاملاً ، وهذا دليل على كمال الزهراء عليهاالسلام وعصمتها.
الخاصيّة السادسة : كونُها الكوثر
وقد لقّبها الباري تعالى بالكوثر ، مبشّراً نبيّه صلىاللهعليهوآله ، بعدما شناه العاص بن وائل والد عمرو بن العاص ، وكان معدودا من المبغضين للنبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام ، معيّراً إيّاه بالأبتر ـ الذي لا عقب له ـ بسبب أنّ الذي لا يخلف ولداً ذكراً ، يعتبر لا عقب له بمنظور المجتمع الجاهلي ، فاغتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لذلك ، ولجأ في ذلك إلى الله تعالى ، فأنزل عليه سورة الكوثر ; تطييباً لخاطره ، وبشارة له بكون عقبه سيكون من فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، ولقّبها بالكوثر ; لكثرة نسلها من الصالحين. وقد ورد عنه صلىاللهعليهوآله : « بني اُم ينتمون إلى عصبتهم إلّا ولد فاطمة فإنّي أنا أبوهم وأنا عصبتهم » (١).
_________________
(١) تهذيب الكمال ١٩ : ٤٨٣.