وكلّ ما استقرّ في ذهني منها مُأوّل تأويلاً خاطئاً من طرف علماء خطّ الشورى والخلافة ، كحديث منزلة علي عليهالسلام من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والتي حصروها في الخلافة في الأهل فقط.
استمررت في الدراسة والبحث إلى أن عثرتُ على ضالتي ، وحيث وجدتُ وثيقة هامة ، احتوت في مضمونها على الدليل الذي كشف التزييف والكذب في دين الله تعالى ، تقول الوثيقة :
« كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عمّاله
بعد عام الجماعة ( سُمّي ذلك العام بعام الجماعة لاستتباب الأمر إلى بني أمية بعد مقتل الإمام علي عليهالسلام ، وخذلان الناس لابنه الحسن عليهالسلام
إلى درجة أجبرته على الصلح ) : أنْ برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كل منبر يلعنون عليّاً ، ويبرأون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ... وكتب معاوية إلى
عمّاله في جميع الآفاق : ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة كتب إليهم : أنْ انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم. ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات.. ثم كتب إلى عمّاله : إنّ الحديث في عثمان قد كثُر وفشا في كل مصر وفي كلّ وجه وناحيّة ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبُّ إليّ وأقرُّ ليني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله ، فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى ، حتّى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وأُلقي إلى معلمي