فلق الحبة وبرء النسمة وبعثني بالحق نبيا لما يتجشم (١) من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك » قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم ، و دفعوها إليه.
٢٤ ـ ختص ، ابن أبي نجران ، عن هشام بن سالم ، عن الحسن بن علي الحلال عن جده قال : سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليهما يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ابدأ بمن تعول : امك وأباك واختك وأخاك ، ثم أدناك فأدناك وقال : لاصدقة وذورحم محتاج (٢).
٢٥ ـ مصباح الانوار : روي عن أبي سعيد الخدري قال : أصبح علي ذات يوم فقال : يا فاطمه عندك شئ تغديناه؟ قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوة ، و أكرمك [ بالوصية ] ما أصبح الغداة عندي شئ اغد يكاه ، وما كان عندي شئ منذ يومين إلا شيئا كنت اوثرك به على نفسي ، وعلى ابني هذين الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال علي عليهالسلام : يا فاطمة ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا ، فقالت : يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهى أن تكلف نفسك مالا تقدر.
فخرج عليهالسلام من عند فاطمة واثقا بالله ، حسن الظن به عزوجل فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم؟ فعرض له المقداد بن الاسود الكندي رضوان الله عليه ، وكان يوما شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أمير المؤمنين عليهالسلام أنكر شأنه ، فقال : يا مقداد ما أزعجك الساعة من رحلك؟ فقال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عن حالي ، قال : يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك.
فقال : يا أبا الحسن رغبت إلى الله تعالى وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي ، فقال : يا أخي إنه لايسعك أن تكتمني حالك ، فقال : يا أبا الحسن أما إذ أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ، ما أزعجني من رحلي
__________________
(١) تجشمت كذا وكذا : اى فعلته على كره ومرارة ومقاساة المشقة العظيمة.
(٢) الاختصاص : ٢١٩.