قط ، ولم آكل أطيب منه؟
قال : فوضع رسول الله صلىاللهعليهوآله كفه الطيبة المباركة بين كتفي أمير المؤمنين عليهالسلام فغمزها ثم قال : يا علي هذا بدل دينارك ، هذا جزاء دينارك من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم استعبر باكيا صلىاللهعليهوآله ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا ، و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران ، عند قوله تعالى : « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » (١).
١٦
( باب )
* ( ذم السؤال خصوصا بالكف ومن المخالفين ) *
* ( وما يجوز فيه السؤال ) *
١ ـ ما : عن ابن عمر قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله يحب الحيي المتعفف ويبغض البذي السائل الملحف (٢).
__________________
(١) آل عمران : ٣٧. وقد أخرج الحديث بهذا اللفظ في كشف الغمة ص ١٤١ و ١٤٢ ( الطبعة الحجرية ) ومثله في تفسير العياشى ج ١ ص ١٧١ ، وذكر الزمخشرى في الكشاف عن ذكر قصة زكريا ومريم عليهماالسلام : وعن النبى صلىاللهعليهوآله أنه جاع في زمن قحط فاهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها اليها فقال : هلمى يا بنية وكشفت عن الطبق فاذا هو مملوء خبزا ولحما ، فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله فقال لها : أنى لك هذا ، قالت هو من عند الله ، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال : الحمد لله الذى جعلك شبيهة سيدة نساء ، بنى اسرائيل ثم جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله على بن ابى طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته حتى شبعوا وبقى الطعام كما هو وأوسعت فاطمة على جيرانها.
(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧.