ومنه قال عليهالسلام : ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لاهل الاسلام فمن أعطاها طيب النفس بها ، فانها تجعل له كفارة ، ومن النار حجازا ووقاية فلا يتبعنها أحد نفسه ، ولايكثرن عليها لهفه ، فان من أعطاها غير طيب النفس بها يرجو بها ما هو أفضل منها فهو جاهل بالسنة ، مغبون الاجر ، ضال العمل ، طويل الندم (١).
٥٤ ـ اعلام الدين : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا أردت أن يثري الله مالك فزكه ، وإذا أردت أن يصح الله بدنك ، فأكثر من الصدقة ، الخبر.
٥٥ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن خاله علي بن محمدعن عمرو بن عثمان الخزاز ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الزكاة قنطرة الاسلام.
٥٦ ـ دعائم الاسلام : عن الحسن بن علي عليهالسلام قال : ما نقصت زكاة من مال قط.
وعن محمد بن علي أنه لما غسل أباه عليا عليهالسلام نظروا إلى مواضع المساجد من ركبتيه وظاهر قدميه كأنها مبارك البعير ونظروا إلى عاتقه وفيه مثل ذلك ، فقالوا لمحمد : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد عرفنا أن هذا من إدمان السجود فما هذا الذي ترى على عاتقه؟ قال : أما لولا أنه مات ما حدثتكم عنه كان لايمر به يوم إلا أشبع فيه مسكينا فصاعدا ، ما أمكنه ، وإذا كان الليل نظر إلى ما فضل عن قوت عياله فجعله في جراب ، فاذا هدأ الناس وضعه على عاتقه و تخلل المدينة ، وقصد قوما لايسئلون الناس إلحافا ، وفرغه فيهم من حيث لايعلمون من هو ، ولايعلم بذلك أحد من أهله غيري ، فاني كنت اطلعت على ذلك منه يرجو بذلك فضل إعطاء الصدقة بيده ، ودفعها سرا.
__________________
(١) نهج البلاغة تحت الرقم ١٩٧ من قسم الخطب ، وفيه « حجابا ووقاية » خ.