مالاً ، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه اموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد ، حتى اذا سكت عنه ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، يستمع منه ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال فأسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقرئها عليه فلما سمعها عتبة انصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى اصحابه . ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ فقال : ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها فيّ ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم ( قال ) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر .