[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٥ ]
قال : عن شداد بن أوس ، قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر ـ وهو سيد قومه وكبيرهم ومدرههم ـ يتوكأ على عصاه ، فقام بين يدي النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونسب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى جده ، فقال : يا بن عبد المطلب إني أُنبئت انك تزعم انك رسول الله الى الناس أرسلك بما أرسل به ابراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء ، ألا وانك قد تفوهت بعظيم ، إنما كانت الأنبياء والملوك في بيتين من بني اسرائيل ، بيت نبوة ، وبيت ملك ، فلا أنت من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء إنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة ولكن لكل امر حقيقة فانبئني بحقيقة قولك وشأنك ، فأعجب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم مسألته ، ثم قال : يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلساً فأجلس ، فثنى رجله وبرك كما يبرك البعير ، فقال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني دعوة ابراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم ( أقول ) وذكر الحديث بطريق آخر قال فيه : فجلس العامري بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ان والدي لما بنى بأمي حملت فرأت فيما يرى النائم أن نوراً خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماء والأرض نوراً فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها : والله لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السماء والأرض ، وكان هذا الحي من بني سعد بن هوزان ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن امي ولدتني في العام الذي قدموا فيه ، وهلك والدي فكنت يتيماً في حجر عمي أبي طالب ، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير ، وكانت فيهن امرأة يقال لها ام كبشة ابنة الحارث ، فقالت : والله لا انصرف عامي