[ طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٤٨ ]
روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن ابيه ، قال : لما بقي من اجل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثلاث نزل عليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثاني هبط اليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل وهبط معه ملك الموت ونزل معه ملك يقال له اسماعيل يسكن الهواء لم يصعد الى السماء قط ، ولم يهبط الى الأرض منذ يوم كانت الأرض ، على سبعين الف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين الف ، فسبقهم جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك : كيف تجدك ؟ قال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك ( قال ) : إئذن له ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا رسول الله يا أحمد إن الله ارسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن امرتني أن أتركها تركتها ( قال ) وتفعل يا ملك الموت ؟ قال : بذلك أُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني فقال : جبريل : يا أحمد ان الله قد اشتاق اليك ( قال ) فأمض يا ملك الموت لما أمرت به ( قال ) جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون