حال ، ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس ، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة ، يأتزرون على أوساطهم ، ويوضؤن اطرافهم ، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل ، ونجده في سطر آخر محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام .
[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ٨٩ ] روى بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من اهل مريس وانه كان يتيماً في حجر امه وعمه وانه كان يقرأ الانجيل ( قال ) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي ( قال ) فنظرت فاذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد ( ص ) انه لا قصير ولا طويل ، ابيض ، ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برىء من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية اسماعيل اسمه احمد ( قال سهل ) فلما انتهيت الى هذا من ذكر محمد ( ص ) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ فقلت فيها نعت النبي ( ص ) احمد فقال انه لم يأت بعد .