قال
في الصواعق ( ٨٧ )
الآية الثانية ـ أي من الآيات الواردة في أهل البيت ـ قوله تعالى : (
إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
قال : صح عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى آخره ) قال : وفي رواية للحاكم فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى اخره ) قال : فسؤالهم بعد نزول الآية ، وإجابتهم باللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لما أدخل من مرّ في الكساء قال : اللهم انهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ، وقضية استجابة هذا الدعاء ان الله صلى عليهم معه فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، انتهى ( أقول ) والانصاف أنه قد أجاد في الاستدلال على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة بما ذكره ، فان الله تعالى قد أمر المؤمنين أن يصلوا على النبي فسألوا من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه كيف يصلي عليه ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، فالنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليس إلا في مقام بيان ما أمر الله به في الآية الشريفة ، فلو لم يكن مراده تبارك وتعالى من الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هو الصلاة عليه وعلى آله لما أمر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في مقام الجواب أن يصلي عليه وعلى آله ، ثم إن قول ابن حجر وقضية استجابة هذا الدعاء إلى آخره معناه أن النبي صلى