فكل بلد غربي بعد عن الشرقي بألف ميل ، يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة ، فرؤية الهلال في احدهما دون الاخر لا مانع منه.
وعليه يتفرع تعدد ليلة القدر واختلافها بالنسبة الى المساكن الشرقية والغربية ، وكلها ليلة القدر الشرعية ؛ لان تخصيصها ببلد دون بلد غير معلوم ولا مفهوم من الاخبار ، بل الظاهر منها خلافه.
الا ان نزول الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ في واحدة منها ، ويمكن ان يكون في كل منها ، بأن يكون ـ عليه السلام ـ في كل ليلة من تلك الليالي في بقعة من تلك البقاع بطيّ الارض ونحوه ، ليدرك ثواب عمل تلك الليلة ، فتتعدد عليه ليلة القدر في سنة واحدة.
بل نقول : لا بعد في ان تكون ليلة قدره ـ عليه السلام ـ ايضا واحدة ، ولكن يكون نزول الملائكة عليه في كل ليلة من تلك الليالي القدر ، بأن يعرضوا عليه في كل ليلة ما يتعلق بأحوال سكان البلدة التي تلك الليلة ليلة قدرهم.
فان نزول الملائكة عليه في ليلة القدر اعم من ان تكون ليلة قدره او ليلة قدرهم ، كما يستفاد من الآية ، فان المفهوم منها ان الملائكة والروح تتنزل في ليلة القدر على امام الزمان ، وهو يعم الليلتين معاً ولا يخفى.
وعلى هذا فكل من تلك الليالي مصداق ليلة القدر النازل فيها الملائكة على الامام ـ عليه السلام ـ بما يكون من السنة الى السنة ، فتأمل.
نعم ليلة القدر التي نزل فيها القرآن جملة الى السماء الدنيا ، كما هو ظاهر « انا انزلناه في ليلة القدر » وقد وردت فيه عدة اخبار ، واحدة بالعدد لا تعدد فيها ، ولكنها لا يعلم انها كانت ليلة قدر سكان اية بلدة.
وعلى هذا فلابد من الاستخدام في ضمير « فيها » في قوله « تنزل الملائكة والروح فيها » فتدبر.
والحاصل ان تعدد ليلة القدر في سنة واحدة بالنسبة الى اهل المساكن الشرقية والغربية ، ونزول الملائكة في كل منها على الامام بأحكام اهل تلك