المساكن ، وكون العمل الصالح في كل منها خيراً من العلم في الف شهر ، مما لا مانع منه لا عقلاً ولا نقلاً.
بل الواقع كذلك ، لان من ضروريات مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ بقاء ليلة القدر الى يوم القيامة ، ولا شك في إختلافها باختلاف البلدان ، وقد سبق ان تخصيصها ببعضها دون بعض لا وجه له ، اذ لا دليل عليه ، وخاصة بالاضافة الى الاعمال.
فانهم ـ عليهم السلام ـ قد رغبوا الناس بالاشتغال فيها بالصلاة والدعاء والمسألة ، ليدركوا فضلها وما اعد للعمل فيها ، ولم يخصوها في شيء من الاخبار فيما علمناه ببلد دون بلد ، وترك التخصيص والتفصيل دليل العموم ، وهو ظاهر.
قال بعض الافاضل المتأخرين ناقلاً عن مجمع البيان : اختلفوا في تحقيق استمراره وعدمه ، فذهب قوم الى انها كانت على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثم رفعت. وقال آخرون : لم ترفع ، بل هي الى يوم القيامة ـ الى ان قال : وجمهور العلماء على انها في شهر رمضان في كل سنة انتهى.
أقول : وهذا هو الحق يعلم ذلك من مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ بالضرورة.
ثم قال : ولا خلاف بين اصحابنا في انحصارها في ليلة تسعة عشر منه واحدى وعشرين وثلاث وعشرين ، الا من الشيخ رحمه الله.
فانه نقل الاجماع عنه في التبيان على انها في فرادى العشر الاواخر منه تتنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم على امام الزمان ، فيعرضون عليه كلما قدر في كل تلك السنة ، يسلمون عليه وعلى اوليائه من اول الليل الى مطلع الفجر ، والاخبار مستفيضة بذلك.
ثم قال : بقي هنا اشكال ، هو انه ربما تختلف باختلاف الاهلة المختلفة باختلاف الاقاليم ، فلا تعرف.