( الخامسة ) : موت المخ وتوقف القلب مع حياة بعض أعضاء البدن.
( السادسة ) : موت جذع قشرة المخ وحياة جذع المخ مع الصوره المتقدمة.
أقول : وفي الصورة الاَُولى موت الفرد متحقق عند جميع الاَطباء القدامى والجدد.
وليكن في الثانية أيضاً كذلك عندهم إذ لا اثر للتحريك الصناعي المذكور.
والثالثة : هي محل الخلاف بين القدماء والمتأخرين من الاَطباء ، فعلى قول الاَوّلين يحكم بحياة الفرد ، وعلى قول الآخرين بموته.
وفي الرابعة لا مجوز للحكم بموت الفرد بل هو حي بحياة انسانية.
وفي الخامسة يحكمون بموته ، فلاحظ أقسام الحياة في الفصل الرابع الآتي ذكره عن قريب.
وفي السادسة احتمالان ، الاَوّل أنّ موت قشرة المخ يستلزم بطلان الحياة الانسانية ان صح ما ادعى بعض الاَطباء من ان قشرة المخ هي التي تميز الانسان عن الحيوان بما رزقه الله من ملكات انسانية ، وقال : إنّ جذع المخ هو الحد الاَدنى اللازم للحياة. ولا عبرة بالحياة غير الانسانية ، كما يأتي في الجواب عن الاعتراض السابع في الفصل الرابع.
الثاني : أنّ بقاء الحياة في جذع المخ تكشف عن بقاء علقة الروح الانسانية بالبدن وفقدان الوعي وسائر الملكات لفساد الآلة والعضو فلا يكشف عن بطلان الحياة الانسانية ولا اقل من الشكّ في ذلك فيعامل معه معاملة الانسان الحي استصحاباً.
وبعد فان تحديد انقطاع علاقة الروح بالبدن بالدقة في الفروض المذكورة ـ سوى الاَولين ـ غير واضح تماماً ، والله العالم.