توقف القلب والتنفس ، وذلك لوصول الغذا للمخ بكميات غير كافية في هذه المدة ، وقد يحدث ذلك نتيجة إصابة شديدة غير مميتة للمخ ولا علاج حينئذٍ ، فخلايا المخ التي تموت لا يمكن تعويضها.
وفي حالة فقد كامل للوعي يستمر هذا الاِنسان في حياة جسدية مدة حياة كاملة على هذا الوضع بالرعاية الطبية ويتنفس ذاتياً ، لاَنّ جذع المخ سليم ، لكن مثل هذه الحياة لا يكون إلاّ داخل مستشفى ، وهي بالتأكيد كارثة اقتصادية مع انعدام الاَمل في عودة المريض إلى وعيه ، وقد شوهد مريض كذلك استمر حياته (١٥) عاماً في أُوربا (١).
وقد يموت المخ أولاً فيؤدي إلى وفاة الاِنسان حتى إذا كانت بقية الاَعضاء الاُخرى بما في ذلك القلب سليمة كما في بعض إصابات الرأس الشديدة في حوادث الطرق أو السقوط من أماكن مرتفعة وغير ذلك ، فيموت المخ بالكامل أو اساساً جذع المخ وطبيعي تبدأ سلسلة الموت في هذه الحالة بفقد الوعي وتوقف التنفس وانقطاع الاوكسجين عن الدم ، إنّ الدورة الدموية التي ما تزال تعمل ينقص فيها الاوكسجين ويتراكم ثاني أوكسيد الكربون وبالتدريج تموت بقية الاَعضاء الاُخرى ، ولا يعود المخ بتزويد الجسم بالاوكسجين بواسطة أجهزة التنفس الصناعي ، فإنّ خلايا
__________________
(١) إذا قلنا إنه لسلامة جذع مخه حيّ ومحكوم بالحياة لكن لا يبعد أنْ نقول بعدم وجوب حفظه عن الموت ، لاَنّ هذا الوجوب لم يدل عليه دليل لفظي نتمسك باطلاقه كما لا يخفى على الخبير المتعمق في الفقه ، ولا يشتبه عليك وجوب حفظ النفس المحترمة بحرمة قتله وبينهما بون بعيد ، وعليه فإذا لم يدفع المال لحفظه ـ والحال هذه ـ وقطع الطبيب الآلات الطبية فمات نهائياً لا يرجع تبعة موته إلى أحد ، فقد اماته الله سبحانه وتعالى ، فلاحظ وتأمل ولاحظ ما ذكرنا في ج ٣ من كتابنا حدود الشريعة مادة الحفظ تعلم ان وجوب الحفظ لا يشمل مثل المقام.