(٣)
أيضاً المخ والقلب
ولمّا كان قرار تشخيص الموت يتبعه ايقاف الاَجهزة الصناعية ، ووقف أجهزة التنفس يتبعه توقف القلب ، فقد كان من الضروري تمحيص هذه القضية ( ايّ اعتبار موت جذع الدماغ موتاً للمريض ) بصورة أخرى ، فاجريت دراسة استقصائية للحالات التي تم فيها تشخيص موت الدماغ ، ولكن الاجهزة لم توقف لسبب من الاسباب ، وقد زادت على سبعمائة حالة وقد ماتت الحالات جميعاً رغم استمرار الاجهزة. هذا وقد توقف القلب فيها بعد ساعات أو أيام من موت الدماغ ، وكان متوسطة المدة ثلاثة أيام ونصف إلى أربعة أيام ونصف يوم ، واقصى مدة سجلت لاستمرار القلب في الدق هي أربعة عشر يوماً (١) ... ولم يعش أحد ( من هذه الحالات ٧٠٠ ) ... (٢) القلب يمكنه أن يتوقّف عن العمل تماماً بسبب قطع الاَُوكسجين عنه أو قطع وصول الدم الذي يحمل الاَُوكسجين إليه ، إما تلقائياً بسبب المرض او بواسطة الجراح اثناء عمليات القلب المفتوح.
وإذا حدث ذلك وحرارة القلب طبيعية ( أي بدون تبريد ) فإنّ القلب يبقى حياً أو قابلاً للحياة لمدة تتراوح بين ٢٠ الى ٣٠ دقيقة بدون تلف كبير ، وإذا عاد الاَُوكسجين الى القلب خلال هذه المدة ( بعودة الدورة الدموية
__________________
(١) يتجه هنا سؤال وهو ان اختلاف المدة من ساعات الى اربعة عشر يوماً هل لا يكون دليلاً على عدم علية مشخصة محددة من موت جذع المخ لموت الشخص فلابد هنا من الانتظار حتى تشخيص الحلقة المفقودة فتأمل فيه.
(٢) ص ٣٥٧ الحياة الانسانية بدايتها ونهايتها.