٥ ـ ( كلا إذا بلغت التراقِيَ ) (القيامة ٢٦).
٦ ـ ( إءِذا ضَلَلنا في الارض أَءِنّا لفي خلقٍ جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفّاكم ملك الموت الذي وُكّل بكم ثمّ الى ربكم ترجعون ) ( السجدة ١٠ ).
أقول : ملك الموت لا يتوفى الجسم الذي يدفن في الاَرض ويضلّ فيها ، بل يتوفى النفس.
٧ ـ ( ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت ، والملائكة باسطوا ايديهم اَخرِجوا أنفسكم اليوم تُجزون عذاب الهون .. ) ( الانعام ٩٤ ).
٨ ـ ( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمتْ في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ) ( الزمر ٤٢ ) (١).
__________________
(١) وقد يقال أن قوله تعالى ( هو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ) ( الانعام ٦٠ ) يدل على موت الانسان في المنام والحال أنه حي نائم. وقد يجاب عنه بأن الموت والنوم يشتركان في انقطاع تصرف النفس في البدن كما ان البعث بمعنى الايقاظ بعد النوم يشارك البعث بمعنى الاحياء بعد الموت في عود النفس الى تصرفها في البدن بعد الانقطاع فلاجله عدت الانامة توفيا وان شئت فقل ان التوفي على قسمين توفي مؤقت وهو الانامة وتوفي يستمر وهو الاماتة كما يستفاد من قوله تعالى : ( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها ويرسل الاخرى .. ) ( الزمر آية ٤٠ ).
ويقول بعض الاطباء ان حياة النوم ليست بها حس ولا وعي ولا حركة. ويجب أن نعرف ان للنوم درجات ، والدرجات السطحية منه يخالطها بعض اليقظة وبعض الحس والحركة من تقليب وخلافه. وأما الدرجات العميقة فلا ، ونفس الشيء يحدث في التخدير وفقد الوعي المؤقت وفقد الوعي الدائم كتلف قشرة المخ الكامل ( ص ٣٤٤ الحياة الانسانية ).
أقول : وبعد فقد بقى الفرق العلمي بين الموت والنوم ، واخواته المشار اليها وكذا الجنون وبيانه على عهدة العلوم. وسيأتي في الفصل الثاني من المسألة التاسعة